السبت، سبتمبر 29، 2012

الانتخابات .. كروية



كنت افتخر –  ومازلت – انني احمل بطاقة انتخابية منذ عام 2000 .. طبعا شعرت انني شخص فعال في مجتمع لا يحمل ربما عُشره هذه البطاقة .. واتذكر يوم ان تكبدت عناء استخراجها وذهبت انا واحدي زميلاتي الي قسم الشرطة لاستخراجها .. وسألنا يومها ضابط الشرطة  بتعجب .. لماذا تريدان استخراج بطاقة انتخاب ؟؟ فأجبنا بكل بساطة .. لننتخب .. لندلي بصوتنا في الانتخابات القادمة .. فسأل سؤالا اخر .. هل انتما منضمتان للحزب الوطني ؟؟ وعندما اجبنا بالنفي ابتسم ابتسامة ظننا وقتها انها ابتسامة تشجيع لنا وسعادة بنا ولكننا اكتشفنا لاحقا انها ابتسامة شفقة علي وقتنا ووقته الذي سيضيع هباءا .. 

في هذا العام .. 2000 كانت المرة الاولي التي ادلي بصوتي فيها ورغم يقيني ان الانتخابات مزورة الا انني كنت احرص علي الذهاب فلا اجد طابورا ولا اجد حبرا سريا واجد صندوقا فارغا الا من بعض الوريقات واشخاصا ينظرون لي نظرات ريبة فلا اجد من يبتسم لي ولا مش يشجعني علي الادلاء بصوتي وهو الامر النادر حينها 
كنت لا اعرف اسماءا سوي من ينتمون للحزب الوطني فكنت اجري بعض الاتصالات قبلها بايام لاعرف اسماء اكثر المعارضين شراسة واكثر من يكرههم اعضاء الحزب الوطني – ورغم علمي انها انتخابات مزروة الا انني كنت اكتفي بفكرة ان يقرأ بعضهم بطاقتي فيغتاظ ان احدا ما معرضا لهم قرر فقط انت ينتخب غيرهم .. ولاني لم اكن اري سوي نفسي في مقر اللجنة فلم اكن اكترث للنتيجة سوي انني افعل ما يمليه عليٌ ضميري باعتبارها – وهذا ما اعتقده – شهادة
وتبعتها انتخابات اخري

وجاء عام 2005 لافخر مرة اخري انني وبضع زملاء لا يتعدي عددهم اصابع اليد الواحدة من نحمل بطاقات انتخابية وكانت من ضمنهم زميلة قدمت الينا حديثا.. وبدأت مشاوراتي واتصالاتي التقليدية  لأقرر من سانتخب هذه المرة فاقترحت عليٌ ان انتخب عضو الاخوان المسلمون وعندما ظهرت علي بوادر التفكير في كلامها فاجاتني في اليوم التالي باوراق وخطط ومطويات تتحدث عمن " يحمل الخير لمصر"  .. وكانت من حين لاخر تقول جملة اشتهرت الان ولم تكن منتشرة وقتها  .. وهي " علي فكرة انا مش اخوان بس بحب الاخوان " لاكتشف بعدها انها عضو نشط .. وفكرت تلك الايام – وكان قد ذاع صيت الاخوان قليلا – فكرت من سيكره اعضاء الحزب الوطني ان يروا اسمه علي بطاقة اقتراعي .. وهكذا نويت وانتخبت عضوا فنجح واصبح من مجموعة ال 88 وها هو اليوم مرشد عام السويس ..
وكررت الامر في الانتخابات الهزلية عام 2010 



كنت اري انني اضع حجر عثرة امام الحزب الوطني وانه مهما زوٌر في ارادة الناخبين الا انه في قرارة نفسه يدرك انه مكروه وغير مرغوب فيه .. وكنت اتصور ان مجرد قراءة اعضائه لبطاقة اقتراعي مكتوبا عليها اسم من غير عشيرتهم J فسيجعلهم ذلك ربما يهتمون اكثر بأي شئ .. وكنت اعتقد ايضا ان المقاومة حتي ولو قليلة سوف تؤثر حتما علي اتجاه مجري النهر .. وكنت احاول منعهم من التمادي في الظلم .. الظلم بالاغترار بالكثرة والثقة والنفوذ وطاعة الاخرين ونفاقهم لهم
ابيت ان اكون في قاطرة المنافقين .. وما اكثرهم ..

رأيت وقتها ومازلت اري ان الانسان المصري "الفرعون كما يطلقون عليه " يكون كريما وعطوفا وعاقلا ويلتزم جانب الحق والصواب والرأي السديد فقط ان كان مظلوما او قليل الحيلة او يجد من يجابهه الراي بالراي والحجة بالحجة في قوة متوازنة  او اكثر ..فوقتها يتذكر انه هناك اله سوف يحاسب ورسول كريم سوف يشفع او لا يشفع وهناك اناسا لهم حقوق كما عليهم واجبات ..

وجاءت انتخابات الثورة .. لنجد سجين الامس هذا المبتسم في انصياع والمطأطئ رأسه في خنوع المصلي الصادق المتصدق المنادي بالحق والفضيلة والعدل .. نجده وقد اصبح هو الاقوي في لحظة من لحظات الله لاختبار عباده .. فاجد ان كل تلك الصفات .. الكرم والعطف والعقل والاتزان والتظام جانب الحق والصواب اجدها وقد انقلبت وكانها اقنعة تتبدل ..

فاجد سجين الامس مظلوم الامس قد درات دائرته ليصبح في قوة تفتح له ابواب الغرور والكبر كمان كان سلفه .. وقد اعجبه هذا القناع الجديد ولبسه وكانه مخلوق له ونسي في لحظة ان تلك الاطلال التي يقف عليها انما هي اطلال اسلافا سلكوا مسلكا ينوي ان يسلكه اودي بهم ..

وتلوح في الافق انتخابات جديدة .. وكانها مباراة يلعب فيها كل متبارٍ دوره حسب لون ما يرتديه من قميص اللعب .. فمن سيضرب الكرة وفي اي اتجاه ....
الاخلاق والافكار والمبادئ  تتبدل كما يبدلون ملابسهم  ..
اما انا فمبادئي خلقها الله تحت جلدي
فكما انتخبتهم يوما كانوا نزلاء السجون ..ولم اندم
 لن انتخبهم اليوم وهم يرتدون اقنعة سجانيهم .. ولن اندم
وها انا اابي ان اكون في قاطرة المنافقين مرة اخري.. وما اكثرهم ..


الأحد، سبتمبر 23، 2012

نهضة مانجة


 
مذ ان بدأت الثورة .. او انطلقت يوم 25 يناير – الثورة الميمونة طبعا ..

(عشان محدش يشك في انتمائي المصري)

( مهو لو حد مش معجب بالثورة في شئ او مش معجب بشئ في الثورة يبقي عنده ميول ماسونية علي طول )

المهم ..

منذ ان بدات الثورة اصبح لكل واحد رأي يقوله .. يدافع عنه .. يضرب وينضرب من اجله ..

(واللي مالوش رأي برضة يبقي عنده ميول ماسونية )

يعني من يوم الثورة لازم يبقي عندي رأي ولازم اقوله – ولو مقلتوش ابقي غلطانة ولازم كمان ادافع عنه حتي لو بالضرب لان الدفاع عن طريق النقاش مش مقبلول

مش مقبول فعلا مش هزار

لازم لما تتناقش مع حد في الثورة او رايك في حكم (العسكر) ..

او رايك في دور الشرطة ( اللي لازم تكون متواطئة) في كل الاحداث الدامية 

ويختلف رايك عن راي الاخر .. لازم تروح انت من طريق وهو من طريق

وخلاص انتهينا

وخلال المشوار الطويل ده حاولت احافظ جدا جدا اني اتناقش – عندما يفرض عليا النقاش – بهدوء ومش لازم اروح في النهاية من الطريق التاني ..

كنت شايفة – من وجهة نظري اللي مش بتفهم حاجة طبعا – ان لُب الثورة هو اننا نقرب من بعض اكتر عشان نواجه الدنيا والعالم افضل  نبقي يد واحدة  امام المخطئ حتي لو كان اخونا ونرده عن ظلمه – كما قال النبي عليه الصلاة والسلام – لكن طبعا انا كنت مش فاهمة حاجة

ووضح لي الجميع ان مش ده لب الثورة

ولب الثورة ان بعضنا يلبس ازرق

او احمر

المهم السجون والمعتقلات اللي بناها حبيب العادلي دي لازم يبقي ليها سكان ..

مين هم ؟؟؟

 الشخص الاخر

الاخر  .. وخلاص ..  المهم انه واقف قدامي مش واقف ورايا

بقيت بسكت طبعا

لسببين

الاول اني لا افقد اصدقاء فعلا كانوا اصدقاء

الثاني اني لسة مقتنعة ان لُب الثورة هو اللي انا فاهماه بوجهة نظري (المتخلفة طبعا)

لكن سكوتي لم يشفع لي

اطلاقا

ومنذ اليوم الثامن .. يوم 2 فبراير

يوم موقعة الجمل

يوم ان بكيت وقلت بئسا لثورة تجعل الاخوة يتقاتلون حتي يقتلون بعضهم البعض

منذ هذا اليوم وانا افقد الاصحاب يوما بعد يوم

وموقف بعد موقف

واكونت بعد اكونت
علي الموقع العزيز ( الفيس بوك طبعا )  

مماتوش لا .. لكن قرروا اني مش شخص مناسب انهم يصاحبوه

وعشان كرم اخلاقهم .. لم يساهموا اني البس ازرق .. او احمر

اكتفوا بالمقاطعة

وعذرتهم ..

وبعد سنة و7 شهور

وبعد ن وصل كيلو المانجة للمواطن الحمد لله

ربما تكون الثورة حققت اهدافها

وربما تقاتلهم يومذاك من الاسباب الاكيدة التي جعلتنا ناكل المانجة اخيرا وبعد طول انتظار

والنهاردة بسال كل اللي اكل مانجة وشبع

  ياتري من المانجة  كانت ثمن مناسب ؟ 

الثلاثاء، سبتمبر 18، 2012

ملك وكتابة ..

طبعا ميلادي يوم 12 فبراير سنة 2011 كان شئ جميل وسعيد بالنسبة ليا ..
 لان ميلادي في التاريخ ده خلصني من دنس كتير اوي يلوث كل من ولد قبله بسنوات او بعشرات السنين او حتي بمئاتها ..
لذلك سعادتي كبيرة جدا وانا الان ابلغ من العمر سنة و سبع شهور تقريبا ..
لا اتمني مطلقا ان يظن احد انني مولود معنوي كثورة مثلا او ما شابه ..
كلا ..
انني انسان – يدعي – انه ولد في هذا التاريخ الميمون كي يتخلص من الملاحقة .. فقد بدأت الهث وانا اركض منذ بداية هذا العام والنصف – العظيم – لاهرب من تهمة انني من النظام السابق او ادعم النظام السابق او انني وياللعجب فلولية ..
انما بشكل عام  منذ عدة سنوات كنت اقرا طالعي في احد كتب التنجيم
ليصف الكاتب برجي ( النمر ) وهو برجي الصيني – يصف برجي  ان اصحابه – اول من يفرون من المعركة لذلك لم اتضايق مطلقا ممن وصفني بالفلولية ..
فاول من يفر من المعركة هو اسوأ من فلول المعركة
فانا  وكما يري ذاك المنجم فلولية بطبعي ..  أو أسوأ
اذن فأنا فلولية فلمَ انكر ..
عندما حدث ذاك الحدث  - العظيم - ابتسمت ولكن لم تدمع عيناي ..
(لعلها كانت اشارة !! .. ولكن عيناي لا تدمعان عادة )
 وسحبت شهيقا عميقا لاملأ به صدري كأنني اتفس هواءا مختلفا – ولم انتبه وقتها لما اصابتني تلك الكريزة من السعال ..
حيث ظننت انه لمجرد انني لم اتنفس هواءا نقيا منذ فترة ..
او ربما لم اتنفس هواءا نقيا مطلقا ..
وتلاحقت الاحداث امام  عينيٌ ليبلغ عمر الطهر والنظافة  عام وسبعة اشهر – من وجهة نظر من يعتقدون انهم الافضل والانظف والاطهر طبعا  ..
وعندما فكرت لبرهة ادركت انني لما سعلت حينئذ – ومازلت اسعل حتي الان - سعلت لان الهواء كان نفس الهواء ..
والنظام الجديد هو صورة النظام القديم – باعتبار النظام القديم كان الكتابة طبعا اي وجهي العملة ذات العشرة قروش لا اكثر ..
وكلاهما لا يساوي اكثر من ذلك
وادركت انه ربما لن اشفي قريبا من تلك النوبات التي احيانا تكاد تقضي عليُ..
اللهم فك كربتي واشفيني
واشف اللهم كل المحزونين في كل مكان علي ارض بلدي
مصر المحروسة بإذن الله
-----

الأحد، مايو 22، 2011

مصر امي .. ولا مراة ابويا .....



مفيش بني ادم اليومين دول مش بيتكلم في السياسة والاقتصاد والصح والغلط
ومفيش واحد في البلد دي معتبرش نفسه اما من الثوار حتي لو من منازلهم .. او من اعداء الثورة اللي رافضينها لكثير من الاسباب .. او من الفلول ..
وانا هنا طبعا افرق بين اعداء الثورة والفلول لاني شايفة بينهم فرق كبير حتي لو الكثير – من الثوار طبعا – شايفين ان عدو الثورة لازم يكون راجل فلول – او ست فلول طبعا
وبما ان الشرعية الثورية فرضت نفسها يعني اذن البني ادم العادي بيفهم – لان رأيه اللي قاله اتفق مع رأي ناس تاني كتير بالتالي قامت الثورة – لاتفاق رواد التحرير علي رأي واحد وبالتالي اجتمعوا هناك عشان يعبروا عن رايهم ..
الثورة – اللي انا في اللحظة دي مش عارفة اهدافها تماما – قامت في يوم ترفض الحاجات الوحشة اياها .. ثم امتدت من رفض الحاجات الوحشة الي رفض الناس الوحشين ومن رفض الناس الوحشين لرفض الحاجات الوحشة والحلوة اللي تخص الناس الوحشين ..
وبما اننا شعب كبييييييييييير اوي – وعلي راي الشخص اياه ده اللي سموه مثقف الثورة.. النظام عندنا سرطاني مش ثعباني .. وبالتدريج اتضح ان الناس الوحشين مش في القصر الرئاسي .. ولا البيت الرئاسي ولا الوزارات بس .. لكن في المحافظات وفي الجهاز الاداري
ولابد يكون كمان – زي ما كان في البيت الرئاسي فساد – يبقي في بيت المحافظ فساد
واللي يمشي الفساد في بيت المحافظ لازم يبقي هو نفسه فاسد
المهم لما فكرت بصيت لقيت الوحاشة اياها سرطانية صحيح زي ما قال صاحبنا اياه ..
وانا شغالة في مدرسة – بدراعي – فيه فساد طبعا بسيط وصغنون علي قدنا - ماحنا براغيت – وكل برغوت علي قد دمه .. انما فيه فساد وفيه دفتر حضور وانصراف ملعوب فيه وفيه ميزانيه ملعوب فيها – يمكن انا شخصيا اكون فاسدة
لا مش يمكن .. بالتاكيد انا فاسدة
لاني شفت فساد وموقفتوش عند حده
هو انا كنت هقدر لوحدي ؟؟
مش عارفة بس كنت فاسدة طبعا حتي لو انا نفسي سليمة 100%
زي ما شفيق فاسد لانه كان في مؤسسة فاسدة حتي لو كان هو سليم – لحد دلوقتي 100%
مين مننا كدة بربطة المعلم من كبيرها لصغيرها مكنش خلية سرطانية في شبكة الفساد المصرية اللي شربناها مع مية النيل
اكيد شربناها – مفيش حد في البلد مش فاسد او شاهد بعينه فساد يا جماعة – خالص – نهائي
المهم قرأت جملة وسط موضوع بتقول
حدد موقفك – انت مع الثورة ولا من اعدادء الثورة
لو مع الثورة متقولش لا للمليونات (الكريهة من وجهة نظري)
ولو كنت ضد الثورة متهللش لانجازات المليونيات وتقول الله عليكم يا رجالة
ولو كنت فلول استني علينا لما نمسكك .. هنوريك النجوم – في الضهر طبعا
طيب انا مع الثورة .. ومش فلول ..( مع اني كنت ناوية اعمل كارنيه حزب وطني )
ومش عدوة للثورة
اصنف نفسي بأيه؟؟؟؟
بيقولوا – اللي بيقول بلاش مليونيات ونعم للاستقرار ونعم للمجلس العسكري يبقي مش بيفهم - الاغلبية الجاهلة المتخلفة اللي مش فاهمة يعني ايه ثورة ويعني ايه ديمقراطية واللي لا تعرف ولا تعرف ولا تعرف ........... الخ
لما اعرف ان بنت – هنا في السويس اتخطفت الساعة 12 ظهرا بواسطة 2 في تاكسي ومرجعتش لحد دلوقتي من شهر
ولما واحدة تتثبت بمطوة الساعة 4 ظهرا تحت بيتها ويقولها هاتي شنطتك تديهاله من غير كلام من اسبوع
ولما اعرف ان البوليس بيحدد الاماكن اللي بيروح ينقذ الناس منها لو كانت منطقة لبش مش بيروح
ولما اعرف ان السعودية ناشدت مواطنيها يلبسوا سبور عشان المصريين بيهجموا علي اللبس الخليجي ( عشان الفلوس طبعا ..)
وحاجات تانية كتير الكل عارف
ايوة انا من الاغلبية الجاهلة
اللي مالوش كبير يشتريله كبير ..
ايوة البلد لازم تتلم قبل ما نخترع كل يوم مطلب جديد
ايوة البوليس لازم يقوم بدوره الاول قبل ما نشوف ناويين ننتخب مين وننزل نلف نعمل دعايات انتخابية
الا مشفتش واحد من دول اتثبت بمطوة ولا اتسرق ولا عربيته راحت
يا جماعة السرطان لما يكون في الجسم كله بيتعالج مش بيتأصلوه
وبعدين الحتة اللي مش هتخف نستأصلها
لازم نتعالج الاول .. والا هنموت واحنا عاوزين نستاصل كل حتة فيها سرطان
المرض منتشر جدا .. في كل حتة وشارع وبيت
في كل مؤسسة حتي لو كانت قهوة بلدي
وفي الاخر بيقولوا كل ده عشان مصر
مصر امنا كلنا صحيح .. بس ربما مش كلنا بنفهم
وانا رأيي مصر مش امي دلوقتي
مصر بنتي
بنتي وعاوزة اعالجها

الثلاثاء، مايو 17، 2011

معجبون .. ولكن ظرفاء


ثلاثة اصناف من الرجال هم من تجذبهم اليها.. ويرجون منها وصالا

ثلاثة اصناف .. يتميز كل صنف منهم بالعديد والعديد من المميزات التي لا تستطيع اي امراة كانت ان تنكرها عليهم

ربما كانت هي من صنف ما ( لا تعلمه ) لا يجذب سوي هؤلاء ..

ولكنها قررت اخيرا ان تغير الصنف .. لعلها حينما تغيره يتغير تبعا اصناف من يرغبونها من الرجال ولتتعرف علي اصناف جديدة – ان وجد – في هذا العالم.

اما الصنف الاول

وهو الصنف الاكثر براءة

رجال ظرفاء وسيمو الطلعة .. رقيقو الحديث .. ملهوفون علي الحياة .. يرجون الحب والسعادة

ما ان يحادثونها الا ويقعون جميعا في غرامها .. واحدا تلو الاخر

حتي اصبحت تتوجس خيفة عندما يحادثا احدهم وينظر لها نظرة تقييم بريئة اصبحت – بحكم الخبرة – تدرك النظرة التي تليها والتي تليها والتي تليها ...

اما النظرة التي تليها فهي نظرة الاعجاب ..

فالتي تليها وهي التي تخشاها فهمي نظرة الحب ..

ثم التي تليها وهي النظرة التي لا تريدها وهي نظرة الامل ..

فالنظرة الاخيرة والتي تتسبب هي نفسها فيها وهي نظرة اليأس...

لماذا ؟؟؟

لانهم جميعا - من ينتمون لهذا الصنف – جميعا دون السن .. اكبرهم سنا يصغرها باربع سنوات علي الاقل .. اما الاصغر فيقل سنه عنها بما يصل الي عشر سنوات كاملة .. وهي التي لا يعجبها ولا يثيرها ولا يرضيها حتي من هم يماثلونها سنا

ولكنها تجذبهم كما يجذب النور الفراشات

وقد شعرت بالالم عدة مرات اثناء سعيها لظهور نظرة اليأس تلك .. فلقد كان بعضهم من الالحاح والعناد والرفض ان يصل لتلك المرحلة بنظرتها المعبرة عنها

فلتحترق الفراشات .. ولكن رغما عنها ...


اما الصنف الثاني

فهو صنف يائسا جاهزا .. صنف يملؤه الالم والنقمة علي الحياة

يرونها وكانهم وجدوا سفينة النجاة في بحر متلاطم .. وكانها الاكسجين الذي سيتنفسونه اخيرا بعد زمن من الاختناق وضيق الصدر

ينظرون اليها - هم ايضا ينظرون – ينظرون نظرة المهوف .. يقيمونها بعيون خبيرة واثقة الخبرة واثقة النتيجة .. نتيجة التقييم طبعا

رجال ظرفاء .. مفكرون .. لبقون .. محترفون في صياغة الحديث بفن ومهارة .. يتحكمون في الحديث بحنكة طبيعية اكتسبوها بحكم خبرتهم بالحياة وهكذا يقودون الحوار الي اماكن هم بها اكثر خيرة ... لعلهم يصلون الي ما ياملون من نتيجة ..

ولكنها لاسفهم – لديها القليل من الخيرة في الحياة التي لا يستطيعون معها الوصول الي مبتغاهم

مبتغاهم الذي ربما مازالت لا تعرفه تماما ..

وقد كادت تزل في شركهم مرات .. ولكن لا تلبث ان تري الامور جلية فتضطر الي السعي للوصول الي رؤية نظرة اليأس بعيونهم

وهذه المرة تكون سعيدة بوصولهم اليها

لماذا ؟؟؟

لأنهم متزوجون

وكل منهم يبحث عن نافذة يطل منها علي الحياة التي يعتقد ان زوجته حرمته منها .. وان كنت اعتقد ان معظم ساهم في حرمان نفسه من الحياة بشكل او باخر ..

وربما هناك قلة قليلة اثبتت انها تجيد خوض غمار الامواج بنجاح

ربما العديد من الزوجات لها الباع الاكبر في سعي ازواجهن في البحث عن النوافذ .. وانما هكذا حياتهم وهكذا اختاروها ..

ولكنهم في النهاية متزوجون وهي لا يعنيها ان تصبح نافذة تكييف لاحدهم

متزوجون لا تعرف ماذا يعرضون ..فعندما يصلون الي مرحلة العروض يصبحون متحفظون ..

يريدون ان تنطق هي الكلمات المناسبة التي ترشدهم الي الطريق الذي يجب ان يسلكونه معها

وعندما يجد احدهم نفسه ملتصقا بالحائط مرغما ان يجيب – وهي تجيد الصاقهم بالحائط – يجيب

- احنا منفصلين

- وما معني الانفصال في عرفك ؟

- هي في اوضة وانا في اوضة !!!!!!!!!

يخيب ظني بمعظمهم فالرجل هو من هو الصريح الشجاع المقدام الجرئ .. الذي يستطيع التعبير عن رغباته واراداته ويعمل علي تحقيقها .. لا هذا الذي يلتصق بالحائط

ترضيها نظرة اليأس علي وجوه هؤلاء .

اما الصنف الثالث

وبدون لماذا ...

هم الاكثر ظرفا ..

الغير متزوجون .. ذوي السن المناسب .. والتفكير العاقل والثاقب .. وتحديد الاهداف والعمل عليها ..

يحسنون الحديث المعسول باحسن ما يكون ..

يطبقون قول امرؤ القيس "مكر مفر مقبل مدبر معا" .. فقط .. فيقبلون بمهارة ويتمنعون بمهارة وكانهم عملة نادرة فينظرون ( نعم – هم ايضا ينظرون ) ينظرون نظرة تقييم مختلفة عن سابقتيها .. انما ينظرون نظرة عميقة تخترق العيون الي الروح .. يريدون ان يعرفون .. من هي ؟ كيف تفكر ؟ ماذا هي ؟

يلعبون بمهارة علي كل ما تطاله اصابعهم من اوتار القلب والعواطف لعلهم يصلون الي ما يبغونه .. فتتجاوب هي بقلب واعي وهمة يقظة .. ولكن عقلها يمتنع عن التجاوب .. ينتظر – عقلها – ان يفسر ما شعر به من قلق ومن اشارات غير مريحة لا تجد لها سببا سريعا ..

فهي الاخر ذات نظرة تقييم ( نعم – هي ايضا تقييمهم جميعا )

نظرة تدرك منها الكثير من جزء كبير من معادلة الرجل ويتبقي لديها القليل لتعرف ..

هكذا الحياة تعطيك الخبرة سواء سعيت اليها ام لم تسع..

فترسم الطيبة والهدوء علي ملامحها البريئة .. حتي يثقون انهم قد تمكنوا من معزوفتهم

وحتي يثقوا انهم ربما وصلوا الي مرحلة التحكم بها فلعله وقتها يتضح ما تجهله ..

فاذا بهم – بعد الانتهاء من العزف – يبدأون الغناء

هذا عليه قسط شقة لا يستطيع سداده ...

وهذا وقع في مشكلة عويصة ويحتاج لمبلغ من المال ...

وهذا امه دخلت المستشفي لاجراء جراحة عاجلة ويحتاج .....

واكثرهم خفة دم ذاك الذي يرسل رسالة موبايل مكتوب بها ((recharge me))

اصبحت تدرك تماما انها بغاية الجاذبية .. انما لكذا اصناف .. فلتغير اذن ما تتعاطاه لعل تغيير الصنف يؤثر علي جاذبيتها فتجذب اصنافا اخري ......