عندما رأيتها ..استوقفتني فجاة .. بعنف هزّ اعماقي
لماذا انزعجت هكذا ؟ انا لست معتادة فقط علي الازعاج
فليكن ..
لانظر ماذا تريد
-
شعرت بتساؤلاتها .. باستجواباتها ..
احسست بالخطر .. بالقلق .. بالتوتر ...
-
احسست ان لها سلطة ما لتجعلني غير قادرة علي الحركة والانصراف عنها
وقفت بتمرد .. بعزم في اعماقي علي الهرب منها .. علي التغاضي عنها .. عن الانصراف .. لم استطع !!!
احسست انها كشرطيّ المرور الذي يستوقف السائرين بغير حذر .. بغير انتباه ..
يستوقفهم ليسألهم ارواقهم ..
انها الأخري كذلك .. استوقفتني .. لتسالني اوارقي .. وما املك ؟
-
لا يملك احدا حق استجوابي ..
علي الاقل بدون سبب مقنع ..
ولكن يبدو انها تملك سببا ما .. ومقنعا ..
-
ورأيت قريناتها من ورائها متشحات بالسواد .. ينتظرن اللحظة المناسبة كي يكشفن عن سوادهن ..
انا املك الكثير من الاوراق .. والمؤهلات .. والهويات .. اذن لن اتوتر او اقلق
اذن ها هي الاوراق ..
ورقة ميلادي .. انا انسان اعيش واتعايش .. اسعد غيري ويسعدني غيري وتسير بي الحياة ..
-
لا ؟؟
يبدو ان تلك الورقة لم ترضيها
اذن لاعطيها وريقات دراسية .. علمية ..
هويات انثوية .. وعقلانية ..
-
وابتسمت .. لابد انها سوف ترضي بتلك الوريقات وتجعلني اعبر .. لاستقر .. ويهدأ عني هذا التوتر ..
يبدو ان تلك الوريقات لم ترضها هي الاخري
ذكرت لها مؤهلات اخري واخري ..
-
عاد الي توتري وتذكرت دعاءا جميلا اتلوه دائما فيخرجني من المآزق .. تمتمت به في هدوء .. يبدو انها سمعتني ..
-
ضحكت وقالت .. ها قد فهمتي اخيرا ما اريد
ها قد تذكرتي من تذكرينه فقط عند المآزق
الله
اريد هذا .. اريد ان اعرف ما تملكين فيما يخص هذا
علاقتك بالله ..
-
غص قلبي
وسقط الي اعماق سحيقة حتي عجزت عن التنفس ..
-
علاقتي بالله !!!
غمرني الخجل والحياء وانا اجيب ..
انني لا املك الكثير ..
-
املك بضع ركعات لم اصل اي منها في جوف الليل
املك اياما.. صمتها فرضا عن الطعام والشراب
املك بضع ايات حفظتها .. منذ الطفولة اراجعها بين العام والعام
املك ابا واما يراعيانني اكثر مما اراعيهما ..
......................................................
حل الصمت
-
نظرت الي صويحباتها .. تلك المشحات بسواد يبدو انه مؤقت ..
ربما يجب ان اتابع سيري .. ولكني لم استطع
-
ونظرت بعقلي الي كل ارواقي وهوياتي ..
تلك التي يبدو انها فقدت كل اهميتها في نظري
-
غضضت بصري عن رأسي
وعن الشعرة البيضاء التي ظهرت فيها
والتي شعرت بها تحاسبني عما مضي من عمري
-
ولكني لم اغض عقلي عنها
لابد ان احاورها يوما آخر فأريها ما أملك من مؤهلات جديدة
-
مؤهلات لرحمة ربي
-