-
مرت عليها الايام متشابهة حينا ومتغيرة حينا اخر ..
لكنها تمر رويدا رويدا
-
وتفتحت عيونها فجاة علي انوثتها التي تجيش في صدرها
قبل ان يتشكل جسدها ويتحول الي شكله الانثوي خارجيا كما اصبح داخليا
-
نضجت مشاعرها الرقيقة الصغيرة بداخلها
وجاشت وصرخت في انتظار لحظة تخرج فيها من محبسها
لتعبرعن نفسها وحبها واشتياقها الي حبيب للروح تهبه من حياتها كلها ..
وتمنحه من عمرها الباقي منه
-
ظلت تجول وتجول بداخلها حتي تجد تلك اللحظة المناسبة ..
لكنها لم تجد فيمن حولها من اخرجها ومنحها حريتها التي تاملها للتعبير
-
ومرت الايام عليها متشابهة حينا ومتغيرة حينا اخر
ولكنها تمر رويدا رويدا
-
كان ذلك الوحش الرقيق الذي يزأر بداخلها
منتظر لحظة التعبير عن نفسه
-
ينتظر كل صباح بعد ليلة مليئة بالارق لعله يكون اليوم المنشود
الذي يجد فيه توأم روحه الذي يصاحبه في احلامه ..
ولكنه يظل منتظرا لحظة الخلاص بلاد جدوي حتي يحين المساء مرة اخري
-
ومرت الايام عليها متشابهة حينا ومتغيرة حينا اخر
ولكنها تمر رويدا رويدا
-
نضج العقل .. ونضجت الروح ..
كما نضجت المشاعر ..
التي اصبحت تصحو كل يوم بامل لا يفتأ ان يخبو ببطئ حتي ينطفئ مع انطفاء شعاع الشمس
-
ولكن مرور الايام اضاف لها خبرة واثقل مابتلك المشاعر من حكمة وعاطفة
حتي اصبحت مقصدا في حل نزاعات القلوب
-
وتبتسم بسعادة عندما تستطيع محو خلاف ولكن قلبها الكسير ..
ذلك المعتقل لمعتقل اشد رقة منه
-
ومرت الايام عليها متشابهة حينا ومتغيرة حينا اخر
ولكنها تمر رويدا رويدا
-
اصبحت الابتسامة تمر علي وجهها مرور الكرام ..ولكنها لا تستطيع النفاذ الي روحها ..
روحها التي تتالم عندما تسمع انين ذلك الحبيس الذي فقد الامل في الحرية
-
ومرت الايام عليها متشابهة حينا ومتغيرة حينا اخر
ولكنها تمر رويدا رويدا
-
اصبح ذلك المخلوق المعنوي الذي يملك قوة مخلوقات شديدة الاثر والوجود ضعيفا واهنا ..
ليس لكبر سنه ولا لمرض الم به .. وانما لانه فقد الامل ان يتحرر وينطلق
ليمحو الم .. ويسعد .. ويحيا مع من يحب
-
ومرت الايام عليها متشابهة حينا ومتغيرة حينا اخر
ولكنها تمر رويدا رويدا
-
وجاءت لحظة التي شعر فيها هذا المخلوق بالهواء يتسلل الي خلاياه الظامئة اليه
نسمات اعادت اليه الحركة
اذابت من عليه الجليد
ابدلته روحا بروح
-
عندما شعر انه يتنفس من جديد
يتنفس هواءا نقيا .. دافئا .. اعاد اليه حرارته
-
تحرك المخلوق ..
تحركت المشاعر لتنطلق من ذلك المعتقل
تحركت لتنطلق معلنة عن ذاتها
-
وخرجت عن الاسوار والقيود التي احتوتها لسنوات
خرجت لتصيح باعلي صوتها الدافئ الشاعري
انها تنتظر تلك النسمات منذ زمن ..
-
وعادت ابتسامة الامل والسعادة لتمتد من داخل الاحشاء وحتي الملامح
-
ولكن
-
فوجئت مشاعرها باسوار المجتمع ..
وقيوده..
اشد من اسوار النفس والقلب
لتلف حولها ..
وتسورها ..
-
لتخبرها ..
-
انها شاخت ..
وانها نضبت طاقتها ..
وانه غير مسموح لها بالحب ..
حتي وان كانت احبت ..
-
فلتعلم ..
-
انه فات اوان الحب
-
انكمشت المشاعر مرة واحدة .. حتي تضررت
تقلصت حتي كادت تختفي
تغيرت ملامحها حتي يظنون انها ماتت
-
حبست ادمعها داخلها لتفقد ليونتها
اغلقت اسوار النفس بنفسها
احاطت نفسها بقيود اشد من ذي قبل
لتستطيع الحياة بدون حب
وبدون امل
-
ومرت الايام عليها متشابهة حينا ومتغيرة حينا اخر
ولكنها تمر رويدا رويدا
-