السبت، سبتمبر 29، 2012

الانتخابات .. كروية



كنت افتخر –  ومازلت – انني احمل بطاقة انتخابية منذ عام 2000 .. طبعا شعرت انني شخص فعال في مجتمع لا يحمل ربما عُشره هذه البطاقة .. واتذكر يوم ان تكبدت عناء استخراجها وذهبت انا واحدي زميلاتي الي قسم الشرطة لاستخراجها .. وسألنا يومها ضابط الشرطة  بتعجب .. لماذا تريدان استخراج بطاقة انتخاب ؟؟ فأجبنا بكل بساطة .. لننتخب .. لندلي بصوتنا في الانتخابات القادمة .. فسأل سؤالا اخر .. هل انتما منضمتان للحزب الوطني ؟؟ وعندما اجبنا بالنفي ابتسم ابتسامة ظننا وقتها انها ابتسامة تشجيع لنا وسعادة بنا ولكننا اكتشفنا لاحقا انها ابتسامة شفقة علي وقتنا ووقته الذي سيضيع هباءا .. 

في هذا العام .. 2000 كانت المرة الاولي التي ادلي بصوتي فيها ورغم يقيني ان الانتخابات مزورة الا انني كنت احرص علي الذهاب فلا اجد طابورا ولا اجد حبرا سريا واجد صندوقا فارغا الا من بعض الوريقات واشخاصا ينظرون لي نظرات ريبة فلا اجد من يبتسم لي ولا مش يشجعني علي الادلاء بصوتي وهو الامر النادر حينها 
كنت لا اعرف اسماءا سوي من ينتمون للحزب الوطني فكنت اجري بعض الاتصالات قبلها بايام لاعرف اسماء اكثر المعارضين شراسة واكثر من يكرههم اعضاء الحزب الوطني – ورغم علمي انها انتخابات مزروة الا انني كنت اكتفي بفكرة ان يقرأ بعضهم بطاقتي فيغتاظ ان احدا ما معرضا لهم قرر فقط انت ينتخب غيرهم .. ولاني لم اكن اري سوي نفسي في مقر اللجنة فلم اكن اكترث للنتيجة سوي انني افعل ما يمليه عليٌ ضميري باعتبارها – وهذا ما اعتقده – شهادة
وتبعتها انتخابات اخري

وجاء عام 2005 لافخر مرة اخري انني وبضع زملاء لا يتعدي عددهم اصابع اليد الواحدة من نحمل بطاقات انتخابية وكانت من ضمنهم زميلة قدمت الينا حديثا.. وبدأت مشاوراتي واتصالاتي التقليدية  لأقرر من سانتخب هذه المرة فاقترحت عليٌ ان انتخب عضو الاخوان المسلمون وعندما ظهرت علي بوادر التفكير في كلامها فاجاتني في اليوم التالي باوراق وخطط ومطويات تتحدث عمن " يحمل الخير لمصر"  .. وكانت من حين لاخر تقول جملة اشتهرت الان ولم تكن منتشرة وقتها  .. وهي " علي فكرة انا مش اخوان بس بحب الاخوان " لاكتشف بعدها انها عضو نشط .. وفكرت تلك الايام – وكان قد ذاع صيت الاخوان قليلا – فكرت من سيكره اعضاء الحزب الوطني ان يروا اسمه علي بطاقة اقتراعي .. وهكذا نويت وانتخبت عضوا فنجح واصبح من مجموعة ال 88 وها هو اليوم مرشد عام السويس ..
وكررت الامر في الانتخابات الهزلية عام 2010 



كنت اري انني اضع حجر عثرة امام الحزب الوطني وانه مهما زوٌر في ارادة الناخبين الا انه في قرارة نفسه يدرك انه مكروه وغير مرغوب فيه .. وكنت اتصور ان مجرد قراءة اعضائه لبطاقة اقتراعي مكتوبا عليها اسم من غير عشيرتهم J فسيجعلهم ذلك ربما يهتمون اكثر بأي شئ .. وكنت اعتقد ايضا ان المقاومة حتي ولو قليلة سوف تؤثر حتما علي اتجاه مجري النهر .. وكنت احاول منعهم من التمادي في الظلم .. الظلم بالاغترار بالكثرة والثقة والنفوذ وطاعة الاخرين ونفاقهم لهم
ابيت ان اكون في قاطرة المنافقين .. وما اكثرهم ..

رأيت وقتها ومازلت اري ان الانسان المصري "الفرعون كما يطلقون عليه " يكون كريما وعطوفا وعاقلا ويلتزم جانب الحق والصواب والرأي السديد فقط ان كان مظلوما او قليل الحيلة او يجد من يجابهه الراي بالراي والحجة بالحجة في قوة متوازنة  او اكثر ..فوقتها يتذكر انه هناك اله سوف يحاسب ورسول كريم سوف يشفع او لا يشفع وهناك اناسا لهم حقوق كما عليهم واجبات ..

وجاءت انتخابات الثورة .. لنجد سجين الامس هذا المبتسم في انصياع والمطأطئ رأسه في خنوع المصلي الصادق المتصدق المنادي بالحق والفضيلة والعدل .. نجده وقد اصبح هو الاقوي في لحظة من لحظات الله لاختبار عباده .. فاجد ان كل تلك الصفات .. الكرم والعطف والعقل والاتزان والتظام جانب الحق والصواب اجدها وقد انقلبت وكانها اقنعة تتبدل ..

فاجد سجين الامس مظلوم الامس قد درات دائرته ليصبح في قوة تفتح له ابواب الغرور والكبر كمان كان سلفه .. وقد اعجبه هذا القناع الجديد ولبسه وكانه مخلوق له ونسي في لحظة ان تلك الاطلال التي يقف عليها انما هي اطلال اسلافا سلكوا مسلكا ينوي ان يسلكه اودي بهم ..

وتلوح في الافق انتخابات جديدة .. وكانها مباراة يلعب فيها كل متبارٍ دوره حسب لون ما يرتديه من قميص اللعب .. فمن سيضرب الكرة وفي اي اتجاه ....
الاخلاق والافكار والمبادئ  تتبدل كما يبدلون ملابسهم  ..
اما انا فمبادئي خلقها الله تحت جلدي
فكما انتخبتهم يوما كانوا نزلاء السجون ..ولم اندم
 لن انتخبهم اليوم وهم يرتدون اقنعة سجانيهم .. ولن اندم
وها انا اابي ان اكون في قاطرة المنافقين مرة اخري.. وما اكثرهم ..


الأحد، سبتمبر 23، 2012

نهضة مانجة


 
مذ ان بدأت الثورة .. او انطلقت يوم 25 يناير – الثورة الميمونة طبعا ..

(عشان محدش يشك في انتمائي المصري)

( مهو لو حد مش معجب بالثورة في شئ او مش معجب بشئ في الثورة يبقي عنده ميول ماسونية علي طول )

المهم ..

منذ ان بدات الثورة اصبح لكل واحد رأي يقوله .. يدافع عنه .. يضرب وينضرب من اجله ..

(واللي مالوش رأي برضة يبقي عنده ميول ماسونية )

يعني من يوم الثورة لازم يبقي عندي رأي ولازم اقوله – ولو مقلتوش ابقي غلطانة ولازم كمان ادافع عنه حتي لو بالضرب لان الدفاع عن طريق النقاش مش مقبلول

مش مقبول فعلا مش هزار

لازم لما تتناقش مع حد في الثورة او رايك في حكم (العسكر) ..

او رايك في دور الشرطة ( اللي لازم تكون متواطئة) في كل الاحداث الدامية 

ويختلف رايك عن راي الاخر .. لازم تروح انت من طريق وهو من طريق

وخلاص انتهينا

وخلال المشوار الطويل ده حاولت احافظ جدا جدا اني اتناقش – عندما يفرض عليا النقاش – بهدوء ومش لازم اروح في النهاية من الطريق التاني ..

كنت شايفة – من وجهة نظري اللي مش بتفهم حاجة طبعا – ان لُب الثورة هو اننا نقرب من بعض اكتر عشان نواجه الدنيا والعالم افضل  نبقي يد واحدة  امام المخطئ حتي لو كان اخونا ونرده عن ظلمه – كما قال النبي عليه الصلاة والسلام – لكن طبعا انا كنت مش فاهمة حاجة

ووضح لي الجميع ان مش ده لب الثورة

ولب الثورة ان بعضنا يلبس ازرق

او احمر

المهم السجون والمعتقلات اللي بناها حبيب العادلي دي لازم يبقي ليها سكان ..

مين هم ؟؟؟

 الشخص الاخر

الاخر  .. وخلاص ..  المهم انه واقف قدامي مش واقف ورايا

بقيت بسكت طبعا

لسببين

الاول اني لا افقد اصدقاء فعلا كانوا اصدقاء

الثاني اني لسة مقتنعة ان لُب الثورة هو اللي انا فاهماه بوجهة نظري (المتخلفة طبعا)

لكن سكوتي لم يشفع لي

اطلاقا

ومنذ اليوم الثامن .. يوم 2 فبراير

يوم موقعة الجمل

يوم ان بكيت وقلت بئسا لثورة تجعل الاخوة يتقاتلون حتي يقتلون بعضهم البعض

منذ هذا اليوم وانا افقد الاصحاب يوما بعد يوم

وموقف بعد موقف

واكونت بعد اكونت
علي الموقع العزيز ( الفيس بوك طبعا )  

مماتوش لا .. لكن قرروا اني مش شخص مناسب انهم يصاحبوه

وعشان كرم اخلاقهم .. لم يساهموا اني البس ازرق .. او احمر

اكتفوا بالمقاطعة

وعذرتهم ..

وبعد سنة و7 شهور

وبعد ن وصل كيلو المانجة للمواطن الحمد لله

ربما تكون الثورة حققت اهدافها

وربما تقاتلهم يومذاك من الاسباب الاكيدة التي جعلتنا ناكل المانجة اخيرا وبعد طول انتظار

والنهاردة بسال كل اللي اكل مانجة وشبع

  ياتري من المانجة  كانت ثمن مناسب ؟ 

الثلاثاء، سبتمبر 18، 2012

ملك وكتابة ..

طبعا ميلادي يوم 12 فبراير سنة 2011 كان شئ جميل وسعيد بالنسبة ليا ..
 لان ميلادي في التاريخ ده خلصني من دنس كتير اوي يلوث كل من ولد قبله بسنوات او بعشرات السنين او حتي بمئاتها ..
لذلك سعادتي كبيرة جدا وانا الان ابلغ من العمر سنة و سبع شهور تقريبا ..
لا اتمني مطلقا ان يظن احد انني مولود معنوي كثورة مثلا او ما شابه ..
كلا ..
انني انسان – يدعي – انه ولد في هذا التاريخ الميمون كي يتخلص من الملاحقة .. فقد بدأت الهث وانا اركض منذ بداية هذا العام والنصف – العظيم – لاهرب من تهمة انني من النظام السابق او ادعم النظام السابق او انني وياللعجب فلولية ..
انما بشكل عام  منذ عدة سنوات كنت اقرا طالعي في احد كتب التنجيم
ليصف الكاتب برجي ( النمر ) وهو برجي الصيني – يصف برجي  ان اصحابه – اول من يفرون من المعركة لذلك لم اتضايق مطلقا ممن وصفني بالفلولية ..
فاول من يفر من المعركة هو اسوأ من فلول المعركة
فانا  وكما يري ذاك المنجم فلولية بطبعي ..  أو أسوأ
اذن فأنا فلولية فلمَ انكر ..
عندما حدث ذاك الحدث  - العظيم - ابتسمت ولكن لم تدمع عيناي ..
(لعلها كانت اشارة !! .. ولكن عيناي لا تدمعان عادة )
 وسحبت شهيقا عميقا لاملأ به صدري كأنني اتفس هواءا مختلفا – ولم انتبه وقتها لما اصابتني تلك الكريزة من السعال ..
حيث ظننت انه لمجرد انني لم اتنفس هواءا نقيا منذ فترة ..
او ربما لم اتنفس هواءا نقيا مطلقا ..
وتلاحقت الاحداث امام  عينيٌ ليبلغ عمر الطهر والنظافة  عام وسبعة اشهر – من وجهة نظر من يعتقدون انهم الافضل والانظف والاطهر طبعا  ..
وعندما فكرت لبرهة ادركت انني لما سعلت حينئذ – ومازلت اسعل حتي الان - سعلت لان الهواء كان نفس الهواء ..
والنظام الجديد هو صورة النظام القديم – باعتبار النظام القديم كان الكتابة طبعا اي وجهي العملة ذات العشرة قروش لا اكثر ..
وكلاهما لا يساوي اكثر من ذلك
وادركت انه ربما لن اشفي قريبا من تلك النوبات التي احيانا تكاد تقضي عليُ..
اللهم فك كربتي واشفيني
واشف اللهم كل المحزونين في كل مكان علي ارض بلدي
مصر المحروسة بإذن الله
-----