الأحد، مايو 24، 2009

المراة المصرية واشكالية الهوية ..

_

ايه العنوان الجامد ده ؟

-

الحقيقة العنوان ده هو اول جملة طرأت علي ذهني

وانا استمع الي الي نقاش حول المراة المصرية ..

نقاش بين مجموعة رجال متزوجين وعزاب

وبعض النساء الي تدخلت في هذا النقاش علي استحياء

-

نقاشا سمعت فيه اراءا متضاربة ومتناقضة

حول المراة المصرية

-

" الست المصرية دي .. اعوذ بالله ..""

" الست المصرية مش بتشبع ابدا "

" الست المصرية دي انكد ست في الدينا "

" الست المصرية غلبانة "

" الست المصرية بتعيش ..وبترضي بقليلها "

" الست المصرية عمود بيتها "

" الست المصرية امينة "

" الست المصرية طماعة "

" الست المصرية بميت راجل ...."

" الست المصرية خاينة ...."

" الست المصرية أمينة ...."

" الست المصرية ...."

" الست المصرية ...."

-

والحقيقة وانا استمع الي هذا الجدل التزمت الصمت ..

ولكن داخلي دارت تساؤلات عديدة ..

-

كيف نختلف بهذا الشكل في تحديد اتجاه الصفات الاساسية

لنصف هذا المجتمع بالكامل

-

كيف نختلف هذا الاختلاف الواضح

بين ..

هل الست المصرية شيطانا .. ام ملاكا ؟؟؟"

-

وبعد بعض التفكير ..

وجدت ان المراة المصرية هي ضحية اشكالية ثقافية متغيرة متقلبة

اصابت هذا المجتمع

واكثر ما ظهرات عليه اثار هذه الثقافة المتغيرة المتقلبة هي المراة ..

-

لماذا ؟

-

ربما لانها فعلا عمود منزل يكتظ بصغار الرجال

اثرت فيهم جميعا واثروا فيها عبر التاريخ

-

-

يقول الكتاب ..

في صفحته الاولي ..

-

ان المراة المصرية ايام الفراعنة كان لها شانا عاليا في بيتها ..

وفي كامل دولتها ..

عملت قاضية بتلك الدولة ..

حكمت تلك الدولة ..

وانحني لك اعظم الرجال علنا وخفية ..

-

( تخيل فكرة ان تحكمنا امراة الان تامرنا فنطيع ونلقبها .. سيادة الرئيس !!!)

-

-

ثم نفر من الكتاب عدة صفحات

لنجد المراة في مصر بعد الفتح الاسلامي

امرأة مسلمة مكافحة ..

تعين زوجها علي الجهاد في سبيل الله ..

محجبة خجولة ..

شجاعة جريئة وقت الحرب ..

تخرج لتحارب وتضمد جراح المحاربين

-

-

ثم تستقر الامور

فتهدا كذلك حياة المراة لتنكمش تدريجيا داخل المنزل

ويبرز دور الرجل في حياتها كمدبر للمال وراعي للشئون ..

وتنتزع منها تدريجيا الحرية التي كفلها لها الاسلام

والتي ورثتها من ايام الفراعنة الفراعين

-

فاصبحت لا تملك حق التصرف في ارث ..

ولا اختيار زوج ..

ولا تعليم

ولا .. ولا .. ولا ..

-

فقدت كل ما يخص الحرية والانسانية بصلة

اللهم الا امومتها لاولادها

البنين منهم حتي سن البلوغ ليتحولوا بعدها الي نسخ من ابائهم ..

واولادها من البنات حتي يتزوجن ويصبحن نسخا اسيرة للرجل مثلها ..

-

-

ونفر عدة صفحات اخري

لنجد تلك المراة ثار لها رجالا ليخرجوها من حالة الجهل والاسر المحيط بها

ومن ثم سارت عجلة حريتها من جديد علي استحياء ..

منذ ربما اول القرن الماضي واثناء وبعد ثورة 1919

-

وسارت العجلة بعد ذلك بقوة متزايدة متسارعة

مخلفة ورائها سمات المراة الاسيرة باكلمها ..

حتي الصفات الانثوية لتلك المراة

والتي اعتبرتها عجلة التقدم ضعفا وتخلفا وجهلا ..

-

حتي فقدت تلك العجلة قدرتها علي السيطرة

فانطلفت بلا حساب ولا خطة ولا هدف

حتي وصلنا الي حقبة الالفينات

-

ومنذ نهاية التسعينات من القرن الماضي

وبداية الالفينات

ظهرت صفات جديدة لامرأة هذا العصر

-

تلك الام القديمة التي بالغت في تدليل الذكر

حتي فقد هو الاخر من الرجولة الكثير ..

واصبحت اخته اشجع منه واكثر جرأة واكفأ في تحمل المسؤولية

-

تجتهد فتذاكر لتنجح باكبر الدرجات

-

تسعي لعمل بعد التخرج ولو بالقليل حتي تخفف العبء عن كاهل اهلها

-

تتزوج لتتحمل مسؤولية تربية الابناء في وقت دفعت فيه المطالب المادية الاب للعمل خارج المنزل طوال الوقت

-

تخرج لتبتاع وتشتري وتجادل وتسعي

-

وفجأة ظهرت امامنا امراة العصر

شخص قوي ..

مجادل ..

محارب في الحياة ..

متحمل لمسولية ابناء ..

وربما زوج كذلك

تعمل خارج المنزل لتساهم في الدعم المادي

وتعمل داخل المنزل لررعاية اولادها


وخلال سيرها في تلك الطرقات فقدت الكثير من انوثتها

-

ولكن كلا

-

هناك من رفضت ذلك وفضلت ان تظل انثي

تجلس في الظل تهذب اظافرها وتنتظر لتحصل علي كل الثمار التي يستطيع الرجل جلبها

-

وهناك من تقمصت ادوار جداتها الفراعين

وقررت ان تكون هي الملك وهناك من الرجال من انحني وقدم فروض الطاعة والولاء

-

وهناك من عاشت الحياة كتفا بكتف الي جانب الرجل مع احترام قوامته عليها

فتراجعت خطوة للخلف لتتيح له ولنفسها ما تامله من سعادة

-

وهناك من قررت التحدي لتثبت لكل من حولها من رجال

انها افضل

-

وهناك من ترددت بين كل ذلك ..

ففكرت ...

-

هل اصبح قوية ذات شكيمة لاستطيع السير في الشارع بدون مضايقات ؟


ام اصبح امرأة ذات انوثة طاغية وفقط لاجتذب الرجال فيعملون لي ومن اجلي ما اريد ؟


هل اعمل لاصرف علي نفسي ؟


هل انتظر ابي واخي وزوجي ليصرفوا وانا اطلب فقط ؟


هل اطيع قرارات من حولي وان كانت خاطئة ام اقرر انا واتحمل المسؤولية؟


هل اذهب بابي او ابني للطبيب لان اخي نائم وزوجي لا يحب الخروج في الشمس ؟

-

تساؤلات!!!!!!!!!!!!!!!!

-

وهكذا لمن ينظر حوله ليري حال المراة في هذا المجتمع

يجد خليطا من الافكار والسمات لا يوجد بينهم صلة

الا انهم يجتمعون علي انهم

-

مصريات

-

وقعن في شرك اثبات الهوية

-

-

السبت، مايو 16، 2009

الـديـنـــــار

-

كيف يمضي الانسان عمرا صديقا لاخر ..

ثم يكتشف يوما ما انه لم يكن ابدا صديقا لهذا الصديق ..

-

هل تغير الصديق كل هذا التغير

لتولد فجوة بينهما لتتسع يوما بعد يوم لتبتلع كل الذكريات الجميلة ..

الضحكات والدمعات ..

-

كيف تتحول الاخلاق من اليمين الي اليسار في سنوات قليلة

بعد ان كانت ثابتة لعقود

-

كانا صديقين ..

ضحكاتهما واحدة ..

احزانهما واحدة ..

احلامهما متشابهة

-

عيونهما تتحادث عند الصمت

كتف كل منهما هو وسادة الاخر عن الالم

-

كيف اصبحا هكذا ..

-

انه الدينار

-

ذلك اللعين الذي لا يدخل الي جيوب اصحابه

بل يدخل الي عقولهم

-

يدخل فيبدا دوامة صغيرة لتكبر

فتصير عاصفة تطيح بكل ماكان راسخا سابقا

ليتحول هشيما

ليبني مبنا هشا مختلف في كل شئ

-

تختلف النظرة لتصبح تكبرا

تختلف نبرة الصوت لتصبح رخيمة واثقة بعد ان كانت دافئة ضحوك

-

هبت رياح الدنانير علي احدهما لتجعله يخلع جلدته دفعة واحدة

ليرتدي جلدة اخري مخالفة لونا ومقاسا عنه..

عن دينه وبيئته واخلاقه ومبادئه ..

-

خلع جلدة القيم والتاريخ ليخلع معها اصدقاءا احبهم .. وحياة عاشها ..

-

ليسعد بتلك الجلدة البراقة

التي قصد ان تلمع في عيون من كانوا اقرب الناس

-

اصدقاؤه

-

هل مازالا اصدقاء ؟؟

-

اذن ما هي الصداقة ؟

-

ذلك الكائن الغير مرئي

الذي يدعيه الجميع في نفسه قبل ان يدعيه في الاخر

-

هل للصداقة حدود ؟ ..

هل لها شروط ؟؟

-

متي نقرر انه لاصداقة ؟

-

والي اي مدي نبتلع اراءنا كي يرضي عنا هذا الصديق

ونظل محتفظين به ؟

-

لقد مال الميزان في اتجاه احد الكفتين

-

اما ان اسمع ما احبه .. وما اريده .. وما يدعم رائي ..

واما نحن لسنا باصدقاء

-

-

ايها الدينار اللعين

هل انت السبب حقا

-

ام ان السبب ميكروب خبيث كامن داخل نفوسنا

ينتظر فرصته لينمو كما السرطان

مزيحا من امامه كل النوايا الطيبة

وكل المشاعر الصادقة والجميلة

لتبقي له اشلاء مشوهة تدعي انها كانت يوما

-

صداقة

-

-